أكد المطلعون على مسار ترميم العلاقة بين حزب القوات ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لـ"الجمهورية" انّ "الحريري اكتشف بعد صدور نتائج الانتخابات وتشريحها انّ تحالفه مع التيار الوطني الحر، والذي نسجه نادر الحريري بشكل أساسي، خَدم الرابية بالدرجة الاولى وعاد عليها بالمردود الأكبر، بعدما تبيّن وفق مقاربة بيت الوسط للأرقام انّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل كان الأكثر استفادة من مفاعيل هذا التحالف، بينما دفع رئيس المستقبل ثمنه في اكثر من مكان، بحيث خسر مجاناً مقاعد عدة كان يمكنه ان يربحها لو اعتمد تكتيكاً مغايراً".
وأشار المطّلعون على هذه المراجعة الى انّ الحريري تَوصّل على ما يبدو الى قناعة بأنه لو تعاونَ انتخابياً مع القوات في بعض الدوائر، خصوصاً في الكورة وصيدا - جزين وزحلة التي تشكّل نقاط ارتكاز في الشمال والبقاع والجنوب، لزادَ حجم كتلة المستقبل بمعدّل 5 نواب تقريباً، الى جانب اتّساع إضافي لكتلة معراب أيضاً.
ولفت العارفون بخفايا المفاوضات بين الحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع الى انّ مقولة شهيرة تحكّمت ضمناً بإيقاع نقاشاتهما، وهي "أُكلت يوم أُكل الثور الابيض". لقد اقتنع الرجلان بأنّ تجديد خلايا تحالفهما، ولو على قاعدة ما تَيسّر من قواسم مشتركة، إنما يشكل مصدر حماية لهما، وفرصة لتحسين شروط تفاوضهما مع الآخرين حول الخيارات السياسية ومكاسب السلطة، على طاولة مجلس الوزراء المقبل الذي سيكون مزدحماً بالصقور، بعدما قررت مكوّناته الثابتة ان تتمثّل بأوزان ثقيلة.